السبت، 5 أبريل 2014

قواعد في الأسماء والصفات(مسابقة حياة القلوب)





بسم الله الرحمن الرحيم

نبدأ مستعينين بالله 
المرحلة الأولى من مسابقة  
)حياة القلوب في معرفة علام الغيوب (

التي فيها ندرس أسماء الله الحسنى وقبل أن نبحر في دراسة كل اسم على حدى نسأل أسئلة لابد منها:

- ما معنى أسماء الله الحسنى ؟
-ولماذا هي حسنى ؟
-وما الأدلة على أنها حسنى؟
-وما عدد هذه الأسماء وهل هي محصورة في عدد معين ؟

للإجابة على ذلك وأكثر 
تابعينا غاليتي
...........................................
-1-

أسماء الله كلها حسنى

-أسماء الله تعالى كلها حسنى، أي: بلغت الغاية في الحسن
-
وفي الجمال 
-
وفي الكمال 

وقد دل على ذلك أربعة آيات تقريراً من كتاب الله:

-1
الآية الأولى: في سورة الأعراف وهي قول الله سبحانه وتعالى: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأعراف:180].

-2
الآية الثانية هي آية الإسراء وهي قوله تعالى: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا} [الإسراء:110].

-3
الآية الثالثة هي آية طه وهي قول الله تعالى: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} [طه:8].

-4
الآية الرابعة هي آية الحشر وهي آخر آية في السورة وهي قول الله عز وجل: {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (الحشر:24)
- شرح القواعد المثلى - عبدالرحيم السلمي-

حياة القلوب في معرفة علام العيوب 


-2-
{وَلِلَّهِ الأسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} 180 الأعراف
هذا بيان لعظيم جلاله وسعة أوصافه، بأن له الأسماء الحسنى، 
أي: له كل اسم حسن، وضابطه: أنه كل اسم دال على صفة كمال عظيمة، وبذلك كانت حسنى،
فإنها لو دلت على غير صفة، بل كانت علما محضا لم تكن حسنى،
وكذلك لو دلت على صفة ليست بصفة كمال، بل إما صفة نقص أو صفة منقسمة إلى المدح والقدح، لم تكن حسنى
فكل اسم من أسمائه دال على جميع الصفة التي اشتق منها، مستغرق لجميع معناها.
وذلك نحو {العليم} الدال على أن له علما محيطا عاما لجميع الأشياء، فلا يخرج عن علمه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء.
و {كالرحيم} الدال على أن له رحمة عظيمة، واسعة لكل شيء.
و {كالقدير} الدال على أن له قدرة عامة، لا يعجزها شيء، ونحو ذلك.
-تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان - السعدي-

حياة القلوب في معرفة علام العيوب
 
 
-3-
 
-لماذا أسماء الله تعالى حسنى؟ 

من أسباب كونها حسنى أنها متضمنة لصفات، ومادام أنها متضمنة لصفات ،إذن هي ليست أعلاما محضاً،
-لأنك لو نظرت إلى أسماء العباد أبلغ ما يقال عنها أنها حسنة؛
لماذا؟ لأنها أسماء فارغة من الصفات، وإذا كانت فيها صفات ستكون هذه الصفات حسنة 
لكن ليس الحُسن فيها مطلق لتصبح حُسنى.
إذن علمت الآن أن أسماء الله تعالى لماذا حسنى؟
لأنها متضمنة لصفات الكمال، صفات الكمال هذه لا نقص فيها بوجه من الوجوه
-محاضرات شرح القواعد المثلى - أ. أناهيد السميري-

حياة القلوب في معرفة علام الغيوب 
 

-4-
وصف أسماء الله عز وجل بالحسنى له دلالات كثيرة، منها:

أن أسماء الله سبحانه وتعالى تدل كلها على المدح والثناء والتمجيد لله سبحانه وتعالى

أنه لا يوجد اسم من أسماء الله يتضمن الشر 
وليس في فعله، وليس في وصفه.

فأسماء الله سبحانه وتعالى لا يمكن أن ينسب إليها شر بأي وجه من الوجوه.

أن الأسماء الجامدة التي لا تدل على معان ليست من أسماء الله سبحانه وتعالى؛ 
 لأنها ليست حسنة ولا يتحقق فيها وصف الحسنى، 

- مثل: الموجود، فلا يمكن أن يسمى الله: الموجود حتى ولو كان المعنى صحيح، فلا يسمى به، ولا يمكن أن يكون هذا له اسم؛

والسبب في ذلك: أنه ليس فيه معنى الحسن، وإنما غاية ما فيه أنه شيء موجود.

- شرح القواعد المثلى - عبدالرحيم السلمي -

حياة القلوب في معرفة علام الغيوب 
 


-5-
الحسن في أسماء الله باعتبار كل اسم على انفراده وجمعه إلى غيره
أي: أنه يمكن أن يأخذ الإنسان الحسن من اسم الله العليم منفردا، ومن اسمه القدير منفردا، 
ومن اسمه العزيز منفردا،
ومن اسمه الحكيم منفردا،
ويتضاعف الحسن عندما تضم بعض الأسماء إلى بعض،
وهذه الإضافة التي تجدونها في القرآن كانت لحكمة، فهي تدل على معان عظيمة
مثال ذلك:
)العزيز الحكيم)، فإن الله تعالى يجمع بينهما في القرآن كثيراً، فيكون كلاً منها دالاً على الكمال الخاص الذي يقتضيه
 
وهو العزة في العزيز،
والحكم والحكمة في الحكيم،
والجمع بينهما دال على كمال الآخر، وهو أن عزته تعالى مقرونة بالحكمة، 
 
فعزته لا تقتضي ظلماً وزوراً وسوء فعل، كما قد يكون من أعزاء المخلوقين، فإن العزيز منهم قد تأخذه العزة بالإثم فيظلم ويجور ويسيء التصرف،
وكذلك حكمه تعالى وحكمته مقرونان بالعز الكامل بخلاف حكم المخلوق وحكمته فإنهما يعتريهما الذل.
-شرح القواعد المثلى - عبدالرحيم السلمي-

حياة القلوب في معرفة علام الغيوب 
................................................
-6-
تابع الحسن في أسماء الله
إن أسماء الله تعالى أعلام وأوصاف

أعلام باعتبار دلالتها على الذات، 
وأوصاف باعتبار ما دلت عليه من المعاني،
وهى بالاعتبار الأول ( أعلام ) مترادفة لدلالتها على مسمى واحد، وهو الله عز وجل،
وبالاعتبار الثاني ( أوصاف ) متباينة، لدلالة كل واحد منهما على معناه الخاص.
"
الحي، العليم، القدير، السميع، البصير، الرحمن، الرحيم، العزيز، الحكيم" كلها أسماء لمسمى واحد وهو الله سبحانه وتعالى،
لكن معنى الحي غير معنى العليم، ومعنى العليم غير معنى القدير، وهكذا.
-هذه قاعدة جليلة يؤخذ منها أن كل اسم من أسماء الله سبحانه وتعالى يدل على صفة من صفاته،
وهذا معنى قولنا: إن أسماء الله سبحانه وتعالى مشتقة، فهي مشتقة من معانٍ وهذا من غاية الحسن.
-مثال :
 
قوله تعالى: {وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [يونس:107]
فالغفور يتضمن ن صفة المغفرة، والرحيم يتضمن ، صفة الرحمة،
وقوله تعالى: {وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ} [الكهف:58]
يدل على أن الرحيم هو صاحب الرحمة
فإن الآية الثانية دلت على أن الرحيم هو المتصف بالرحمة.
-شرح القواعد المثلى - عبدالرحيم السلمي -

حياة القلوب في معرفة علام الغيوب 
 


 -7-
ماذا يقصد بأعلام؟

-أعلام جمع عَلَم،
-وهو الذي يُعين مسماه مطلقاً من غير قرينة،
-وإذا نظرت إلى علم الدولة تعلم معنى هذا جيداً، فهو لا يحتاج إلى قرينة لتعرف أن هذا العلم يدل على دولة معينة،
فكذلك أسماء الله أعلام باعتبار دلالتها على الذات: بمعنى أنك لما تسمع سميع بصير تعلم أن المتكلم يتكلم عن الله،
وأحسن مثل يضرب في هذا لما تسمع الرحمن، لما تسمع الصمد، لما تسمع الأول والأخر،
مباشرة تعلم أن المقصود به ذات الله عز وجل.
-وأيضا أسماء الله تعالى أوصاف بمعنى، أنها تدل على صفة قائمة في الذات،
-فالاسم له دلالة من حيث العَلَمِية على الذات ومن حيث الوصفية على النعت.
-فتنظري إلى الاسم بصورتين:
-الرحيم هو مَن؟ الله لما يدل على الذات .
-الرحيم هو مَن؟ هو صاحب الرحمة.
فدلت على العَلَم ودلت على الوصف.
-إذن اعلمي أن أسماء الله أعلام وأوصاف، وأسماء غير الله أعلام فقط ما عدا أسماء النبي صلى الله عليه وسلم وأسماء القرآن.
- محاضرات شرح القواعد المثلى - أ. أناهيد السميري.-

حياة القلوب في معرفة علام الغيوب 
 ...........................................

-8-
-هل أسماء الله مشتقة أو جامدة؟

-
يعني: هل المراد بها الدلالة على الذات فقط، أو على الذات والصفة ؟
-الجواب: على الذات والصفة،
أما أسماؤنا نحن; فيراد بها الدلالة على الذات فقط، 
فقد يسمى محمدا وهو من أشد الناس ذما، وقد يسمى عبد الله وهو من أفجر عباد الله.
أما أسماء الله عز وجل، وأسماء الرسول صلى الله عليه وسلم وأسماء القرآن، وأسماء اليوم الآخر، وما أشبه ذلك; فإنها أسماء متضمنة للأوصاف.
-القول المفيد على كتاب التوحيد -ابن عثيمين-

حياة القلوب في معرفة علام الغيوب 



-9-
-مما تقدم علمنا أن أسماء الله كلها حسنى وعلمنا سبب حسنها 
وقد أجمل ذلك الشيخ السعدي في تفسير آية طه فقال :

}لَهُ الأسْمَاءُ الْحُسْنَى} طه 8
أي له الأسماء الكثيرة الكاملة الحسنى 
من حسنها أنها كلها أسماء دالة على المدح فليس فيها اسم لا يدل على المدح والحمد
ومن حسنها أنها ليست أعلاما محضة وإنما هي أسماء وأوصاف
ومن حسنها أنها دالة على الصفات الكاملة وأن له من كل صفة أكملها وأعمها وأجلها
ومن حسنها أنه أمر العباد أن يدعوه بها 
لأنها وسيلة مقربة إليه يحبها ويحب من يحبها ويحب من يحفظها ويحب من يبحث عن معانيها ويتعبد له بها 
قال تعالى {وَلِلَّهِ الأسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} الأعراف
--تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان - السعدي-

حياة القلوب في معرفة علام الغيوب 
..................................
-10-
-هل أسماء الله محصورة بعدد ؟؟
-أسماء الله تعالى غير محصورة بعدد معين.
لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المشهور: "أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك". الحديث رواه أحمد وابن حبان والحاكم، وهو صحيح.
فهذا الدليل تبيَّن منه أن أسماء الله تعالى فيها:
-1
قسم سمى الله عز وجل به نفسه، فأظهره لمن شاء من خلقه وملائكته وهذا القسم لم ينزل به كتابه.
يعني ما نزل في الكتب كما علمه لمن شاء من ملائكته أو غيرهم.
-2
وقسم آخر انزله في كتابه فتعرف به إلى عباده.
-3
وقسمٌ ثالث استأثر به في علم الغيب، فلم يُطلع عليه أحد من خلقه،
وما استأثر الله تعالى به في علم الغيب لا يمكن لأحدٍ حصره، ولا الإحاطة به.
إذن معنى استأثر به يعني إنفرد بعلمه.
-شرح القواعد المثلى - أ.أناهيد السميري-

حياة القلوب في معرفة علام الغيوب 



-11-
كيف الجمع بين عدم حصر الأسماء وحديث ( إن لله تسعة وتسعين اسما ) ؟؟

-قال صلى الله عليه وسلم: "إن لله تسعة وتسعين اسماً مائة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة"
-الجواب عن هذا هو: أن الإحصاء في هذا الحديث هو للتسعة والتسعين اسماً وليس لكل أسماء الله سبحانه وتعالى.
فالإحصاء المترتب عليه الجزاء خاص بالتسعة والتسعين،
- وهذا مثل قول الإنسان: عندي مائة ريال أعددتها للصدقة، وهذا لا يعني أن كل ما يملك هو المائة الريال؛
لأنه من الممكن أن يكون لديه مائة ريال أخرى أعدها لغير الصدقة، لأن هذه المائة مائة معينة أعدها للصدقة.
-وكذلك التسعة والتسعون اسماً ليست كل أسماء الله عز وجل، لكن هي التي رتب عليها الثواب بدخول الجنة إذا أحصيت.
فذكر العدد لا يعني الحصر، 
-ومثل ذلك عندما يقول إنسان مثلاً: لي زميل وهو فلان، فهذا لا يعني أنه لا زميل له إلا هو.
وبناءً على هذا يكون معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن لله تسعاً وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة(
-يعني: أن هذه التسعة والتسعين هي التي رتب عليها الثواب بدخول الجنة إذا أحصيت.
وهناك أسماء أخرى لله عز وجل زيادة على التسعة والتسعين لم يرتب عليها هذا الثواب
-شرح القواعد المثلى - عبد الرحيم السلمي-

حياة القلوب في معرفة علام الغيوب 

.................................

فضل أسماء الله الحسنى -الشيخ نبيل العوضى


..................................

-12-
-ما معنى إحصاء أسماء الله ؟

-أفضل من رأيتُ ممن تكلم على مسألة الإحصاء هو ابن القيم رحمه الله في بدائع الفوائد، فقد ذكر كلاماً محققاً 
وهو أن الإحصاء شامل لثلاثة أمور: 

-1
الأمر الأول: الحفظ،
 
ويدل عليها رواية البخاري: (من أحصاها) ورواية مسلم (من حفظها دخل الجنة).
-2
والأمر الثاني: فهم معانيها،
ويدل على ذلك أن كلمة (من أحصاها) في اللغة يمكن أن تستخدم لمعنى العقل، 
فإن العرب تسمي المحصي أو صاحب الحصاة العاقل الذي يعقل الأمور، لأن فيه معنى التدقيق، ولا يدقق إلا من فهم.
-3والمعنى الثالث: الدعاء بها والتعبد بها،
 
ويدل على ذلك قول الله عز وجل: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا}الأعراف:180
وقوله: {فَادْعُوهُ بِهَا} يشمل دعاء المسألة ودعاء العبادة،
-شرح القواعد المثلى - عبدالرحيم السلمي-

حياة القلوب في معرفة علام الغيوب 


-13- الدعاء بأسماء الله

قال تعالى :{وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا}[الأعراف:180] 
هذا يشمل دعاء المسألة، ودعاء العبادة.
-دعاء المسألة: أن تقدم بين يدي مطلوبك من أسماء الله تعالى ما يكون مناسباً،
-
مثل أن تقول: يا غفور! اغفر لي، ويا رحيم! ارحمني، ويا حفيظ! احفظني، ونحو ذلك.
-دعاء العبادة: أن تتعبد لله تعالى بمقتضى هذه الأسماء
-
فتقوم بالتوبة إليه؛ لأنه التواب،
-
وتذكره بلسانك؛ لأنه السميع،
-
وتتعبد له بجوارحك؛ لأنه البصير،
-
وتخشاه في السر؛ لأنه اللطيف الخبير وهكذا
-القواعد المثلى - ابن عثيمين-

حياة القلوب في معرفة علام الغيوب 
......................................

شاهد على يوتيوب
قسّم أهل العلم الدّعاء إلى قسمين دعاء عبادة ودعاء مسألة ماذا يقصد بكل منهما؟ 

......................................

-14-

- تابع الدعاء بأسماء الله
دعاء العبادة


هو التعبد بمعناها، وهو أنواع:
1-أولها: الإيمان بها، وإثباتها كما أمر الله سبحانه وتعالى وكما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم.
2-وثانيها: الاتصاف بما تضمنته من معان إذا أمكن الاتصاف بها،
 
فمثلاً: الله عز وجل هو الكريم، فيستحب أن يكون الإنسان كريماً،
وهو العفو، فيستحب أن يكون الإنسان عفواً، 
وهو سبحانه وتعالى العليم، فينبغي للإنسان أن يهتم بالعلم،
وهكذا التعبد لله عز وجل بما تضمنته أسماؤه إذا أمكن من دعاء العبادة،
وهذا الأمر دل عليه ما ثبت في صحيح مسلم من قول النبي صلى الله عليه وسلم: 
(إن الله جميل يحب الجمال)،
فأخذوا من هذا الحديث أنه يستحب للإنسان أن يتصف بأسماء الله سبحانه وتعالى وبما تدل عليه من المعاني إذا أمكن.
-وقولنا: إذا أمكن؛
لأن هناك أسماء لله عز وجل لا يمكن أن يتصف الإنسان بما تدل عليه من المعاني
-مثل: الخالق والمتكبر ونحو ذلك، فهناك أسماء تدل على معان خاصة بالله سبحانه وتعالى، لا يمكن أن يتصف بها الإنسان،
وإنما يتصف الإنسان بما تدل عليه من المعاني الممكنة
مثل الرحمن فيأخذ الإنسان منها صفة الرحمة،
وهكذا كثير في أسماء الله سبحانه وتعالى.
-شرح القواعد المثلى - عبدالرحيم السلمي -

حياة القلوب في معرفة علام الغيوب



-15-
أسماء الله تعالى توقيفية لا مجال للعقل فيها


-
أي: لا مصدر لها إلا النصوص الواردة في الكتاب والسنة.
-فعقيدة أهل السنة والجماعة في أسماء الله تعالى هي أنها توقيفية.
-ولا يمكن أبداً أن يؤخذ اسم من أسماء الله سبحانه وتعالى أو صفة من صفاته 
،
إلا عن طريق الكتاب والسنة.
فلا دخل للعقل في إثبات اسم من 
أسماء الله سبحانه وتعالى.
 
والدليل على هذه العقيدة مأخوذ من الشرع :
-قال الله عز وجل: {وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الإسراء:36].
 
والإنسان إذا سمى الله سبحانه وتعالى باسم لم يسم به نفسه من غير دليل شرعي ومن غير خبر عن الصادق عليه الصلاة والسلام
فإنه دخل في أمر لا علم له به، وحينئذ يدخل في قوله تعالى: {وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} [الإسراء:36].
-وكذلك يدل على هذا قول الله عز وجل: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ} [الأعراف:33].
-
فإذا أثبت إنسان لله اسماً لم يدل عليه دليل شرعي من القرآن أو من السنة فقد 
قال على الله بغير علم.
-ومن الأدلة على أن أسماء الله توقيفية أن الأسماء الحسنى من الغيب الذي 
لا سبيل إلى الوصول إليه إلا بالوحي.
ومن المعلوم أن أهل الإسلام 
تميزوا بإيمانهم بالغيب. 
-ولهذا لا يصح أن يسمي الإنسان الله 
عز وجل بغير اسمه إلا بالوحي. 
كما قال الله عز وجل في وصف المؤمنين: {يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ} [البقرة:3].
فإيمانهم بالغيب ثابت ومستمر. والأسماء الحسنى من الغيب.
ولا يمكن كشف هذه الأسماء الحسنى 
إلا بالوحي.

-شرح القواعد المثلى - عبدالرحيم السلمي-

حياة القلوب في معرفة علام الغيوب 

.......................................
شاهد
أسماء الله تعالى توقيفية(القواعد المثلى في صفات الله تعالى وأسمائه الحسنى) 

.................................................

-16-
احترام أسماء الله عز وجل


-إن من أسماء الله :
-1
ما يختص به:
-مثل الله، الرحمن، رب العالمين، وما أشبه ذلك، 
-2
ومنها ما لا يختص به، 
-مثل: الرحيم، السميع، العليم،
قال تعالى: {إِنَّا خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً} [الإنسان:2] ،
وقال تعالى عن النبي صلى الله عليه وسلم {بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: من الآية128] .
-ماذا يجب علينا تجاه أسماء الله ؟
-يجب علينا احترام أسماء الله؛ 
لأن احترامها احترام لله عز وجل، ومن تعظيم الله عز وجل، 
فلا يسمى أحد باسم مختص بالله، وإن سمي وجب تغييره 
-مثل: الله، الرحمن، رب العالمين، وما أشبه ذلك.
-وإن كان الاسم مما يصح أن يسمى به غير الله;
-مثل: الرحيم، والسميع، والبصير، 
فإن لوحظت الصفة منع من التسمي به، 
وإن لم تلاحظ الصفة جاز التسمي به على أنه علم محض.
-القول المفيد على كتاب التوحيد - ابن عثيمين - بتصرف

حياة القلوب في معرفة علام الغيوب 

 
يتبع بإذن الله 


 
تابع 
-17-
احترام أسماء الله عز وجل

-عن أبي شريح; أنه كان يكنى أبا الحكم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم
"إن الله هو الحكم، وإليه الحكم 
فقال: إن قومي إذا اختلفوا في شيء; أتوني، فحكمت بينهم، فرضي كلا الفريقين.
فقال: ما أحسن هذا! فما لك من الولد؟
قلت: شريح، ومسلم، وعبد الله قال: فمن أكبرهم؟. قلت: شريح.
قال: فأنت أبو شريح " رواه أبو داود وغيره.
قوله: " فأنت أبو شريح": غيّره النبي صلى الله عليه وسلم لأمرين:
1-الأول: أن الحكم هو الله، فإذا قيل: يا أبا الحكم! كأنه قيل: يا أبا الله!
2-الثاني: أن هذا الاسم، الذي جعل كنية لهذا الرجل، لوحظ فيه معنى الصفة وهي الحكم؛
فصار بذلك مطابقا لاسم الله، وليس لمجرد العلمية المحضة، 
بل للعلمية المتضمنة للمعنى، 
وبهذا يكون مشاركا لله - سبحانه وتعالى - في ذلك، ولهذا كناه النبي صلى الله عليه وسلم بما ينبغي أن يكنى به.
وأما ما لا يختص بالله; فإنه يسمى به غير الله إذا لم يلاحظ معنى الصفة، 
بل كان المقصود مجرد العلمية فقط؛ 
لأنه لا يكون مطابقا لاسم الله،
-ولذلك كان في الصحابة من اسمه "الحكم"، ولم يغيره النبي صلى الله عليه وسلم؛ 
لأنه لم يقصد إلا العلمية، وفي الصحابة من اسمه "حكيم"وأقره النبي صلى الله عليه وسلم.
-فالذي يحترم من أسمائه تعالى ما يختص به، أو ما يقصد به ملاحظة الصفة.
-القول المفيد على كتاب التوحيد - ابن عثيمين -

حياة القلوب في معرفة علام الغيوب .




-18-  
الإلحاد في أسماء الله
- قال الله تعالى : {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَاكَانُوايَعْمَلُونَ}[الأعراف:180]
-ما معنى الإلحاد في أسماء الله؟ 
الإلحاد في أسماء الله تعالى
: هو الميل بها عما يجب فيها
- وهو أنواع :
1-الأول: أن ينكر شيئا منها أو مما دلت عليه من الصفات والأحكام
2-الثاني: أن يجعلها دالة على صفات تشابه صفات المخلوقين
3-الثالث: أن يسمى الله تعالى بما لم يسم به نفسه، كتسمية النصارى له: (الأب)
4-الرابع: أن يشتق من أسمائه أسماء للأصنام، كما فعل المشركون في اشتقاق العزى من العزيز
-القواعد المثلى -ابن عثيمين-

حياة القلوب في معرفة علام الغيوب

...............................

شاهد عل يوتيوب
معنى الإلحاد للعلامة - محمد بن العثيمين
.................................

-19-
 معتقد أهل السنة والجماعة في صفات الله

- عقيدة السلف الصالح رضوان الله عليهم في هذا الباب العظيم مبنية على قاعدتين:
1-
القاعدة الأولى: إثبات الصفات لله تعالى.
2-
القاعدة الثانية: نفي مماثلة المخلوقات ومشابهتها.
وهاتان القاعدتان مأخوذتان من قوله تعالى: 
{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} [الشورى:11]،
فقوله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} يدل على قاعدة التنزيه، ونفي مشابهة المخلوقين ومماثلتهم،
وقوله: {وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} [الشورى:11] يدل على إثبات هذه الصفات
وبهاتين القاعدتين يتميز منهج السلف الصالح رضوان الله عليهم عن غيرهم من الطوائف الضالة في هذا الباب
-شرح القواعد المثلى - عبدالرحيم السلمي -
حياة القلوب في معرفة علام الغيوب
⤵⤵ يتبع بإذن الله 


⤴⤴ تابع 
⤵⤵

-20-
معتقد أهل السنة والجماعة في صفات الله
.


(ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ﴾
فكل صفة يثبتها الله لنفسه وللمخلوق مثلهـا فـإن ذلك موافقـة للاسـم فقط،
أما في الحقيقة فليس كمثله شيء، 
مثال ذلك: أثبت الله لنفسه علماً، وأثبت للمخلوق علماً،
 
فقال الله تعالى: {فإن علمتموهن مؤمنات} فأثبت الله لنا علماً، 
وأثبت لنفسه علماً {علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم}
وليس العلم الذي أثبته لنفسه كعلم المخلوق 
والدليل قوله تعالى: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير }
-فالله – عز وجل - لا يمكن أن يماثله شيء من المخلوقات لا في ذاته، ولا في صفاته،
ولهذا لا يمكننا أن ندرك الله - عز وجل - 
نعلمه بآياته وصفاته وأفعاله، لكنا لا ندرك حقيقته - عز وجل - لأنه مهما قدرت من شيء فالله تعالى مخالف له غير مماثل.
-تفسير ابن عثيمين-

حياة القلوب في معرفة علام الغيوب



-21-
وجه ختام الآية باسم ( السميع البصير ) 

قال ـ جل وعلا ـ {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11]
سبب ذكر السمع والبصر هنا في مقام الإثبات دون غيرهما من الصفات، لأن صفتي السمع
والبصر مشتركة بين أكثر المخلوقات الحية،
 
فالإنسان له سمع وبصر وسائر أصناف الحيوانات لها سمع وبصر
ومن المتقرر عند كل عاقل أن سمع هذه الحيوانات ليس متماثلا، وأن بصرها ليس متماثلا.
  فإذا كان كذلك كان اشتراك المخلوقات التي لها سمع وبصر في السمع والبصر اشتراكا في أصل المعنى،
ولكل سمع وبصر بما قدر له وما يناسب ذاته،
فإذا كان كذلك ولم يكن وجود السمع والبصر في الحيوان وفي الإنسان مقتضيا لتشبيه الحيوان بالإنسان،
فكذلك إثبات السمع والبصر للملك الحي القيوم ليس على وجه المماثلة للسمع والبصر في الإنسان أو في المخلوقات،
فلله - جل وعلا - سمع وبصر يليق به،
كما أن للمخلوق سمعا وبصرا يليق بذاته الحقيرة الوضيعة،
فسمع الله كامل مطلق من جميع الوجوه لا يعتريه نقص وبصره كذلك.
-فالواجب على العباد
-أن يعلموا أن الله - جل جلاله - متصف بالأسماء الحسنى وبالصفات العلى 
وأن لا يجحدوا شيئا من أسمائه وصفاته، 
فمن جحد شيئا من أسماء الله وصفاته فهو كافر؛ لأن ذلك صنيع الكفار والمشركين.
-التمهيد شرح كتاب التوحيد - صالح بن عبد العزيز آل الشيخ -

 حياة القلوب في معرفة علام العيوب 

.....................................

انستقرام HayatAlqoloub 
تويتر alqoloub1@

...................................... 


-تم بفضل الله المادة لهذا الأسبوع نسأل الله أن ينفع بها ويتقبل عملنا خالصا لوجهه. 

- غدا الجمعة بإذن الله يوم مفتوح نستقبل فيه استفساراتكم وأسئلتكم حول المادة الموضوعة خلال الأسبوع. 
- ستوضع الأسئلة يوم السبت بإذن الله  ولن نقبل استفسارات على المادة بعد وضع أسئلة المسابقة .
....................................

بسم الله الرحمن الرحيم
مسابقة   -حياة القلوب في معرفة علام الغيوب - الأسبوع الأول
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.
بعد أن وفقنا الله خلال الأسبوع الماضي إلى دراسة قواعد هامة في باب الأسماء والصفات  والتي كان من الضروري معرفتها حتى لا تزل أقدامنا في هذا الباب،
حان وقت تثبيت معلوماتنا واختبار فهمنا ،
فإليكم أسئلة الأسبوع الأول

استعيني بالله و أجيبي على الأسئلة التالية :-
  س1: اذكري تفصيلا القاعدة الجليلة التي يؤخذ منها أن كل اسم من أسماء الله  يدل على صفة من صفاته وأنها مشتقة من معان .
....................................
....................................
س2: هل أسماء الله محصورة بعدد؟ مع ذكر الدليل  ( الدليل = آية أو حديث فقط )
..................................
..................................
س 3 : هاتي دليلا واحدا على ما يلي : ( الدليل = آية أو حديث فقط )
 صفات الله ليست مثل صفات المخلوق .
..................................
تحريم تسمية الله بغير ما سمى به نفسه.
...............................
 استحباب اتصاف الإنسان بأسماء الله وبما تدل عليه من المعاني إذا أمكن.
................................
س 4 : على ماذا تدل هذه الآيات في باب الأسماء والصفات ؟ مع التوضيح  ؟
{فَادْعُوهُ بِهَا}
............................
{وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ }
.............................
س 5 : ما معنى الإلحاد في أسماء الله ؟ وما هي أنواعه ؟
...............................
تم بفضل الله نسأل الله أن ينفعنا بما علمنا ويجعله حجة لنا لا علينا . 

حياة القلوب في معرفة علام الغيوب

......................................  
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق